أطفالنا والذكاء
أطفالنا , لهم طبيعتهم الوظيفية الادراكية , تتطور كلما كبر عمرهم . أنها الطريقة التي يتعلمون بها وينمون وينظمون ما اكتسبوه من معارف .
أطفالنا هؤلاء , يتمتعون بمقدرة معينة , وموهبة لافتة , ونضج مبكر , ويهتمون بالحياة , إذا ما عرفنا كيف نوليهم العناية اللازمة والكافية .
وأطفالنا يمتلكون الكفاءة , ويهتمون بكل الألعاب التي يمكن أن تحرك قدراتهم , وتساعدهم على تطوير ما اكتسبوه من معلومات .
إن ممارسة الألعاب بشكل فردي , فضلا عن الجماعي , مع مواكبة الأم نمو ذكاء طفلها , فان أداء أية وظيفة فكرية , يصبح أكثر فعالية مع التحفيز والممارسة .
ليس المطلوب من الأم أن تشدد على الوظائف الفكرية عند طفلها , ولا على تشجيعه ليسبق سنه , أو تحويله إلى نابغة صغير . ولكن ليس بالتالي أيضا , على الأم أن تعتمد موقفا سلبيا , في مواجهة نمو الطفل الفكري , وانتظار أن يتقدم بنفسه , بدون مساعدتها له . فكلما ساهمت بتنويع ردات فعل ذكائه التلقائية والطبيعية , كلما زادت إمكانياته , وتعمقت رغبته باكتساب المزيد .
الأم الواعية , تذهب في تعليم طفلها , إلى أبعد من الحقائق , إلى كيفية الاكتساب والإبداع واللعب بنشاطه الفكري . وهذا ما يساهم بترسيخ أسس تركيبة فكر الطفل , وهذه العملية , لا يمكن إلا أن تزيد قوة البناء , الذي سيرتكز عليه في المستقبل .
مفاهيم التربية الحديثة , لا تهدف إلى صنع أطفال عباقرة , بل تسعى بهدوء , إلى تربيتهم في جو دافئ ومشجع , لتأخذ العملية الفكرية مكانها الطبيعي .
الذكاء عند الأطفال , ليس قيمة بسيطة , وليس بالتالي شيئا موروثا . بل إن الذكاء مقدرة مركبة ومتنوعة , لها عناصرها المتعددة .
والأطفال , كل الأطفال , على حد سواء , يشعرون برغبة في التعلم والاكتشاف . وهو ما يسمى بالفضول الفطري الكبير لديهم , وهذا الفضول , هو ميل إلى النمو والتقدم .
هي صورة قواعد يجب على الأم أن ترتكز عليها في ما يجب أن تفعله مع طفلها . وميزات يجب أن تصان وتطور , ومن الأفضل أن يتم ذلك في جو ممتع . وليس هناك من شيء يضاهي متعة اللعب عند الطفل .
لكل طفل ذكاؤه الخاص , ولكل طفل وضعه الخاص أيضا . ولكن هناك قواسم مشتركة بين كل الأطفال في طور النمو , هذه القواسم مرتبطة بالنضوج الجسدي والنفسي .
هذا وتختلف وتيرة اكتساب المعلومات من طفل إلى آخر أيضا . ومن الطبيعي جدا , أن ينطق بعض الأطفال قبل غيرهم . وقد يتكن آخرون من اكتساب مهارة العد في سن مبكرة مثلا .
الألعاب الموجهة للأطفال كثيرة ومنوعة , وما على الأم إلا أن تنتقي ما يتلاءم مع اهتمامات طفلها . ومن حق الطفل إلا يهتم للعبة ما , أو يفضل لعبة على أخرى , حتى لو لم تناسب سنه . يجب على الأم أن تعرف أن المتعة في اللعب هي الأهم عند الطفل .
أيتها الأم عليك إن تعوضي لطفلك عن ملله , بإيجاد النشاطات الترفيهية التي تساهم في بناء قدراته . فتتغير وتيرة الاكتساب ومراحله بشكل كبير .
الذكاء عن الأطفال أنواع كثيرة , تختلف باختلاف الأولاد . والأمر المؤكد , هو أن ما من طفل يفتقر إلى الذكاء . لذلك يجب إلا تخاف الأم من هذه الناحية على طفلها .
وللذكاء معالم عديدة . تظهر عند الأطفال بشكل أو بآخر , كالذكاء البصري , والذكاء السمعي , والذكاء في الحركة والذكاء في اللمس , والذكاء الخلاق , والذكاء في فهم المجرد , وذكاء البراعة اليدوية , وذكاء القلب , وذكاء الكلمة , وذكاء الأرقام , وذكاء التأقلم مع الظروف الاجتماعية ....