حسين أحمد سليم
.·:*¨عضو مميز¨*:·.
عدد الرسائل : 198 العمر : 72 تاريخ التسجيل : 31/03/2007
| موضوع: المدونون, التدوينات, المدونات... الإثنين أغسطس 27, 2007 4:44 pm | |
| المدونون, التدوينات, المدونات...
بقلم
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
كاتب ناثر, رسام هندسي وفني, عضو إتحاد الكتاب اللبنانيين
مدينة الشمس, بعلبك, بلدة النبي رشادي البقاعية
تتطور التكنولوجيا في هذا العصر, بشكل سريع جدا, بحيث يصعب معها متابعة المستجدات على أكثر من صعيد, وفي أكثر من إتجاه, ففي كل يوم تطالعنا بجديد ما, تجعلنا ننسى ما قبله, ونعدل في قراراتنا التي اعتمدناه سابقا...
المدونون, التدوينات, المدونات, مصطلحات قديمة جديدة, تقفز الى الواجهة العالمية, عبر الشبكة العنكبوتية, لتحتل مكانة بارزة من الصدارة على امتداد العالم في الكرة الأرضية, بحيث أصبحت تنافس وسائل الإعلام التقليدية, السائدة في جميع الأقطار, مرئية, مسموعة, مقروءة...
المتصفح للشبكة العنكبوتية اليوم, يجدها زاخرة بشكل مكثف, بالمدونات المتنوعة والمختلفة, والتي تغطي مساحة واسعة من الكم المعلوماتي, في شتى النواحي الفكرية والفنية والتكنولوجية... وهي طفرة لا بل ثورة من نوع آخر , تجتاح الوطن العربي من المحيط الى الخليج, في حركة ديناميكية لم يشهد لها التاريخ العربي مثيلا في السابق, ويعود السبب الرئيسي, للتطور التكنولوجي على صعيد الحواسيب, وبالتالي تنامي حركة الوعي الثقافي عند الأفراد من كلا الجنسين, في كافة شرائح المجتمعات العربية الى حد ما... ولعل الدافع الأهم في بلورة هذه الظاهرة, هو توق الأفراد من كل الأعمار, للبوح عن مكنوناتهم الدفينة, والتعبير عن آرائهم المكبوتة, في ظل أنظمة معينة, تحد من حرية التعبير في قوانينها الوضعية, خوفا من حدوث الثورات التي تقضي على ما هو قائم...
المدونون, التدوينات, المدونات, ظاهرة حضارية عصرية, وإنجاز إنساني باهر, خرج الى حيز الوجود من باب الشبكة العنكبوتية, توكيدا لفكر عربي متحرر قائم, وتعبيرا عن رؤى عربية تخالج النفوس المتطلعة للغد المشرق, والتي ترزح تحت وطأة أزمات تاريخية وجغرافية, تتمثل برموز متسلطة, هنا وهناك...
المدونون, التدوينات, المدونات, منبر عنكبوتي عوالمي حر, لتوكيد الهوية العربية الأصيلة والحرة, تتماشى مع الانتفاضة الحضارية الكبرى, وتواكب بخط مواز للعصرنة العلمية والتكنولوجية, وتعبير صادق عن مستوى الوعي الكامن في صدور وعقول الأجيال العربية, ماضيا وحاضرا ومستقبلا... والبعيدة قهرا عن الواجهة الاعلامية, والمحجوبة قسرا خلف سواتر مصطنعة, أقامتها العقول التاريخية والجغرافية المتحجرة, لغاية في نفس يعقوب العربي, الخائف رعبا من الواقع...
المدونون, التدوينات, المدونات, الرائجة جدا في الوطن الممتد من حدود الماء الى حدود الماء, والتي نشأت بمنطق الترفيه في بداياتها, تتحول تدريجيا الى حركة ثورية هادفة, ذات رؤى تغييرية, بعيدا عن القوانين الوضعية, والقواعد التي تحكم الواقع, وفق سلطة محاكم التفتيش, وعلى ذمة رؤية الحزب الحاكم, أو وفق أعراف الأسرة الحاكمة, أو الدكتاتور العصري...
المدونون, التدوينات, المدونات, صحافة عنكبوتية, متممة للصحافة التقليدية, وليست بديلة عنها, بل هي اعلام جماهيري واسع, تعكس الى حد بعيد المكانة التي وصلت اليها, والتي تحتلها من خلال انتشارها على الشبكة العنكبوتية, والاقبال الواسع على التصفح من قبل الرواد من جميع الفئات والأعمار... لتخلق عولمة ثقافية واسعة, وعولمة معارفية شاملة, ووعيا متطورا...
المدونون, التدوينات, المدونات, على الشبكة العنكبوتية الإلكترونية, بدأت كمذكرات شخصية, أو مفكرات يستخدمها أصحابها, لتدوين الأحداث الهامة في حياتهم, نصا وصورة, وقد عمت جيل الشباب بداية, للتطور لاحقا وتشمل كافة الأجيال تقريبا, وتنتقل الى وسيلة للتعبير الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي والحزبي والعائلي والمناطقي... وصار لها تجمعات معينة, لمحبي ناحية معينة, وصار لها اتحادات وجمعيات, ونحا البعض منها باتجاهات تقنية وتكنولوجية وعلمية متطورة, ومنها أخذ جانب الفنون التشكيلية بكافة فروعها, ومنها أخذ جانب الفنون الأدبية بكافة أبوابها, ومنها أخذ جانب الإعلانات التجارية والتسويقية... وهكذا مع هذا الانتشار الواسع , كونت منظومة المدونون, التدوينات, المدونات, لها الفضاء الأرحب للتعبير عن مكنونات النفس, بشتى الطرق الايجابية والسلبية, أو بين بين...
المدونون, التدوينات, المدونات, يعزى انتشارها الواسع, الى التسهيلات المقدمة من المواقع العنكبوتية, والى السهولة في الانشاء, نصا, صوتا وصورة, لتعرض شتى الابداعات الفنية والفكرية والعلمية والعصرية, في عملية من التفاعل الكبرى, حضاريا وعصريا... دون التقييد بالحدود الجغرافية, وبعيدا عن حقب التاريخ الزمنية... مما يتطلب من جميع الأنظمة العربية على اختلاف أنواعها الدستورية, أن تفتح المجال واسعا من دون قيد أو شرط , للمدونين, التدوينات, المدونات, كوجه حضاري عصري, يعكس مدى التفاعل بين الأنظمة والقاعدة الشعبية... وبالتالي يخلق حالة من الرقي والتمدن والتطور والتفاعل...
| |
|