لصوص الأنترنت
بقلم
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
الكتابة هي أحاسيس نفسية ومشاعر وجدانية ونبض أفكار وومض خيال ورؤى الكاتب, يعمل على ترجمتها إلى حروفيات تتحابب لتكون الكلمات, وتتعاشق الكلمات لتكون الجمل, وتتعاضد الجمل لتكون الفقرات, وتتماسك الفقرات لتكون النصوص... فإذا النصوص ترفل بحلل فن التدوين, وتتهادى في ثوب شفيف, كأنها العروس المجلوة في ليلة الزفاف... يقدمها المدون بقناعة كاملة وينشرها في الشبكة العنكبوتية, مسؤولية تكليفية أما ضميره وتطلعاته الانسانية للمجتمعات, في حركة فعل معرفية وثقافية...
والشبكة العنكبوتية مليئة بالمنتديات والمدونات والمواقع الشاملة والمنوعة والمختلفة... وهذه المنتديات والمدونات والمواقع وخلافها, تتكثف فيها المواضيع والأفكار والآراء الموزعة على أقسام تحتويها وفق وجهتها... والزائر أو الضيف أو المرتاد لها, يضيع في متاهاتها التي تعج من كل حدب وصوب بالأفكار جهة, والأسماء المرمزة من جهة أخرى, مما يدفع بالمراقب الحيادي للتوقف طويلا أمام تلك الأسماء التي تتخذ طابع الترميز في التسميات التي تطلقها لنفسها, وتصول وتجول تحت مظلتها, وتجترح فعل البطولات والعنتريات, وكأن الأمور مسيبة في صحراء ممتدة كل ينفذ ما يهوى, دون حسيب أو رقيب, إلا اللهم الوازع الوجداني إذا توفر في هذا العصر الفاجر العاهر القاهر...
فعل اللصوصية في الشبكة العنكبوتية, عملية السرقات والسطو على انتاج المبدعين, تحت ستارالمنقول, النقل , الناقل, المنقول منه, المنقول له, حركة النقل على الشبكة العنكبوتية, فعل النقل بين المناقب الأدبية والأخلاقية وبنود قانون حفظ الملكية الأدبية والفنية... قضايا ساخنة, تثير الاهتمام عند الكتاب والفنانين والمبدعين, وتتطلب معالجتها بجدية ودراية, وتدفع بالمراقب الحيادي الوقوف عندها مطولا, تحليلا وتفكيرا ومعالجة وحلولا...
البعض المحترم يرود الشبكة العنكبوتية, يلج المنتديات, يختار قسما من الأقسام, يصطاد المواضيع, يقرأ ويقرأ ويقرأ... تستهويه الكتابات, وتثيره الابداعات... فتسول له نفسه, ويقتحم فعل ما ليس له به وجه حق, وينقل ما تيسر له لحافظته الخاصة, ويقتبس ما يراه يفيده يوما ويحتفظ به في ملفاته الخاصة...
والبعض الحقير من يقدم على فعل الاختلاس لمواضيع الغير, وينقلها الى خزانته لأجل معين, ليقدم فيما بعد على مسح حقوقها, وتجييرها لاسمه, وانتحال صفة الكتابة أو الابداع, ويقوم بنشر ما اختلس تحت اسمه الرسمي أو الوهمي, موهما القراء, بقدرته على الإبداع والخلق, ناسبا لنفسه ما ليس له, مغرورا بفعلته غير المشروعة, متناسيا عن علم أو جهل, أن هذا العمل محرم أدبيا وأخلاقيا وإنسانيا ودينيا وقانونيا... والقانون يحاسب الفاعل عليه, مهما كانت الظروف الدافعة لمثل هكذا أفعال غير مشروعة... متغافلا عن وجدانه وضميره وعذابهما يوما في حال الصحوة من الغفلة, فهل جائز لمن يقدم على مثل هذه الأفعال, وكيف ينظر لمن يقدم على اختلاس ما ليس له يوما إذا ما حصل له؟؟؟!!!... والمهزلة الكبرى عند اكتشاف الفعلة الشنيعة ومحاولة الاتصال بالفاعل , يأتيك الجواب السخيف الحقير أحقر من فاعل اللصوصية: " ماذا فعلنا؟! نحن نقلنا الموضوع وأعدنا نشره فقط ونسينا وضع اسم كاتبه ... هل خربت الدنيا؟!... " وهل هناك أحقر وأخس من مثل هذا اللص الحقير؟!... البارحة اكتشفت فعل لصوصية دنيئة جدا في موقع رسمي لمؤسسة مشهورة جدا , فقد قام أحد المعنيين بعملية الاعلام والنشر فيها بفعل لصوصية لا يقوم بها حتى المجانين؟؟؟!!! فقد أقدم على سرقة تحقيق لمنطقة معينة كتبه صحفي معروف ونشره مرات عدة في الصحف اللبنانية وأوجد لهذا التحقيق موقعا خاصا على الشبكة العنكبوتية, اضافة لنشره في أكثر من منتدى ومدونة تحديدا... قام هذا المبجل بنشر التحقيق حرفيا مع بعض أخطائه المطبعية وع الأسماء الواردة فيه وهو قسما عظما لا يعرف من هم ولا يعرف من التحقيق شيئا حتى وقع في خطأ فادح في عنونته... ونشره باسم المؤسسة ماسحا منه اسم كاتبه وصاحب حقوقه... والأغرب من هذا تجاهل مسؤولي المؤسسة عن الفعلة النكراء عندما اتصل صاحب التحقيق يطالب بحقوقه المعتدى عليها حيث جوبه بالتهديد والوعيد من قبل أوباش المؤسسة ... يا سلام على المناقب الرفيعة والأخلاق العالية والشعارات الطنانة الرنانة المزيفة والتي تمارس البهتان والزور تحت شادور الايمان وعمل الخير والجهاد في سبيل الله تعالى... وسبحانه بريء منهم أجمعين الى قيام يوم الدين...
الجمعة أغسطس 31, 2007 9:19 pm